لا شك أن
العديد من الأندية العملاقة قد تركت بصماتها في عالم كرة القدم فأطربت و
أمتعت عشاق المستديرة بما لذ و طاب من فنون، لكن برشلونة تبقى بنكهة خاصة
بعد السداسية التي فازت بها عن جدارة و استحقاق و أكدت بها اعتلاءها لعرش
كرة القدم العالمية لا سيما أنها تزامنت مع أداء راق غير مسبوق جعل الخصوم
قبل الأصدقاء يصفقون لروعته.
كل هذه
النجاحات لم تأت بمحض الصدفة بل إن النادي صبر طويلا و مر بمرحلة من
انعدام الوزن غابت فيها الألقاب لكن الآتي كان ليعوض كل ما فات.
كل هذا
النجاح الذي يحصده النادي الكتلوني حاليا بعد أن زرع ثماره و صبر عليها
طويلا و الذي جعله على رأس أندية العالم ربما لفترة طويلة قادمة له من
الأسباب ما يغري بالتمحيص و البحث و التدقيق، أولها الاعتماد على أبناء
لاماسيا كميسي و تشافي و إنييستا و بويول و الحارس فيكتور فالديس و
بوسكيتش و بويان كركيتش، و الذين يظهرون وفاء و ولاء غير عاديين لألوان
النادي التي يحملونها في قلوبهم، و لم يكن لهم أن يجدوا فرصة و موطئ قدم
في عالم الكبار بدون إدارة واعية و متفهمة يمثلها السيد جوان لابورتا الذي
يمكن اعتباره أنجح رئيس في تاريخ النادي الكتلوني الكبير، فالإدارة هي
التي ترسم الاستراتيجيات التي يسير على ضوئها النادي بكافة فروعه و يحصد
النجاح الكبير و الصيت الهائل الذي كسبه على المستوى العالمي.
نادي
برشلونة يقوم أيضا بأدوار إنسانية تتعدى نطاق كرة القدم كرياضة و ذلك
بتخصيص جزء من ريعه السنوي لمساعدة الأطفال المحتاجين في الدول الفقيرة
مما جعل النادي و لاعبيه مثالا يحتذى لكونه رمزا من رموز النجاح على كافة
الأصعدة و المستويات.
لكل زمان
دولة و رجال كما يقال، و لا شك أن هذا الزمن هو زمن برشلونة الذي نجح
إداريا و رياضيا و ماليا و إنسانيا فكان كالفسيفساء التي تتداخل أشكالها
لتكون في الأخير رسما بهيجا يسر الناظرين تماما كما يسحرهم أداء
البلوغرانا؛ عفوا أيها السادة إنه زمن برشلونة أحسن ناد في العالم.
